10 - 05 - 2025

مؤشرات | بن غفير متطرف من بني صهيون في القرن الـ21

مؤشرات | بن غفير متطرف من بني صهيون في القرن الـ21

يتأكد كل يوم أن العديد من قادة الكيان الصهيوني الذي بدأ صهيونيا، وسيظل هذا المفهوم لكيان قادته لقطاء، في كيان هو لقيط، ويواصل وجوده بزعماء صهاينة على مر التاريخ، وبأطماع لا تنتهي وليس لها حدود.

وجاءت تصريحات هذا الصهيوني وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير الأخيرة لإذاعة GLZ التابعة للجيش الإسرائيلي لتؤكد هذا المفهوم، الذي يبرهن على أن فكرة السلام والتعايش التي يحلم بها البعض ليست في قاموس مثل هؤلاء.

ويعلن هذا الصهيوني المتطرف ببجاحة، أنه سيبني كنيسًا يهوديُا في مجمع المسجد الأقصى، بل زاد وقال سأقولها بوضوح - السياسة المتبعة في (جبل الهيكل) -أي المسجد الأقصى"- ستسمح بالصلاة فيه.

وتحمل تصريحات بن غفير المستمرة على مدى الشهور الماضية ليس منذ 7 أكتوبر 2023، بل قبل ذلك بفترة طويلة، حالة من التحدي للحقوق العربية، والذي تمثل فى قوله "أننا لن نستسلم لحماس، ولا للوقف الذي يدير المسجد الأقصى، وليس الأمر وكأنني أفعل كل ما أريد القيام به حول جبل الهيكل، إذا فعلت ذلك، لكان العلم الإسرائيلي سيرفرف هناك".

وهذا يعني أن هذا الصهيوني يمثل هو وغيره خطرا على المنطقة وليس على القضية الفلسطينية والحقوق العربية في الأراضي المقدسة فقط، والتصدي لها أمر تفرضه المصالح الوطنية والقومية العربية.

وفي رد بن غفير علي سؤال حول موقفه هل سيبني كنيساً في القدس.. جاءت إجابته مستفزة جدا وتحمل مفهوما استعماريا قائلا: "نعم، نعم، نعم"، ويصبح السؤال هل هناك استفزاز أكثر من ذلك، وهو ما أثار غضبَا شديدا واسع النطاق عربيًا، وإقليميا وأمميًا

الرد جاء قويًا، ومباشرًا من مصر رافضة لتصريحات المتطرف بن غفير وما قاله بشأن التخطيط لإقامة كنيس يهودي داخل المسجد الأقصى، لتؤكد على تحمل (الكيان الصهيوني) المسؤولية القانونية بشأن الالتزام بالوضع القائم في المسجد الأقصى، وعدم المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكدة على امتثال المحتل لكل التزاماته القانونية كقوة احتلال، ووقف التصريحات الاستفزازية التي تهدف إلى مزيد من التصعيد والتوتر في المنطقة.

واعتبرت مصر تلك التصريحات غير المسؤولة في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية بالأراضي الفلسطينية تزيد الوضع في الأراضي الفلسطينية تعقيداً واحتقاناً، وتعيق الجهود المبذولة للتوصل إلى التهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتشكل خطراً كبيراً على مستقبل التسوية النهائية للقضية الفلسطينية القائم على أساس حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي بيان مشترك عقب اتصال هاتفي بين الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، اعتبرت مصر والأردن تصريحات بن غفير المتطرفة حول إقامة كنيس يهودي في المسجد الأقصى انتهاكاً للقانون الدولي، وتحريضاً مرفوضاً يتطلب موقفاً دولياً واضحاً بإدانته والتصدي له، مع رفض مثل تلك السياسات المتطرفة التي تعمل على تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها عبر سياسة فرض الأمر الواقع.

وأكد الوزيران أن وقف العدوان الإسرائيلي على غزة يمثل الأولوية التي يجب أن تتكاتف كل الجهود لتنفيذها، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار هو الخطوة الأولى نحو خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، والذي قد يقود إلى حرب إقليمية.

وجاء التحذير قويا من خطورة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات في القدس، وشددا على ضرورة احترام الوضع القانوني والتاريخي القائم في المقدسات، وأن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونماً هو مكان عبادة خالص للمسلمين.

ورفضت السعودية تحريض بن غفير والتصريحات المتطرفة والتحريضية، والاستفزازات المتواصلة لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، مع التأكيد على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك.

ولا يدرك هذا المتطرف خطر كلماته المستفزة التي دفعت مكتب رئيس وزرائه "بنيامين نتنياهو"، للقول إنه "لا يوجد تغيير في الوضع الراهن"، وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت للتأكيد على أن تحدي الوضع القائم في (جبل الهيكل) "عمل خطير وغير ضروري وغير مسؤول"، وأن تصرفات بن غفير تعرض الأمن القومي لدولة إسرائيل ومكانتها الدولية للخطر".

وزاد الموقف من كلمات هذا الإرهابي، تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق وزعيم حزب الوحدة الوطنية "بيني جانتس"، بالقول على "إكس": "لا أحد يتوقع أي شيء من الوزير بن غفير، ولا حتى رئيس الوزراء الذي يسمح لمشعل حرائق غير مسؤول بأخذنا إلى الهاوية مقابل السلام السياسي".

قد تكون تصريحات بعض مسؤولي وسياسي الكيان الصهيوني محاولة للنأي بأنفسهم عن مخاطر كلمات بن غفير، وعدم تحمل مسؤولية تجاهها، وإن كان الهدف واحدا، وهو محو كل ما هو عربي وفلسطيني، وإسلامي ومسيحي لتفريغ الأرض لهم... ويبقى أن الأهم هو توسيع دائرة الموقف العربي وتعظيم الموقف الدولي تجاه قوة احتلال تصمم دائما على عدوان على الفلسطينيين بل تمارسه في كل نفس، فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين، والعدوان على غزة والضفة ما هو إلا خطة لتحقيق أطماع بني صهيون المحتلين.
--------------------------
بقلم: محمود الحضري


مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش